دراسة: عدد حالات مرض السكري عند الأطفال سوف يتضاعف
قال باحثون أيرلنديون وهنغاريون إنهم وجدوا أن عدد المصابين بالنمط الأول من مرض السكري (Type 1 diabetes) من الأطفال ممن هم دون سن الخامسة من العمر مرشح لأن يتضاعف خلال الفترة الممتدة ما بين عامي 2005 و2020.
كما حذَّر الباحثون، وهم من جامعة "كوين" في بلفاست وجامعة "بيكس" في هنغاريا، من أن عدد حالات الإصابة بهذا النمط من السكري بين الأطفال فوق هذا السن سيتضاعف أيضا بشكل كبير خلال الفترة المذكورة.
فقد نشر الباحثون في مجلة "لانسيت" الطبية خلاصة دراسة أجروها في هذا المجال وتوصلوا فيها إلى نتيجة مفادها أنه لا يمكن للجينات لوحدها أن تكون مسؤولة عن الزيادة السريعة في عدد حالات مرضى السكري لدى الأطفال، إذ من المحتمل أن تلعب العوامل المرتبطة بأنماط الحياة دورا ما في زيادة عدد تلك الحالات.
أنماط الحياة
وأشار الباحثون إلى أن أعلى معدل ارتفاع في حالات الإصابة بالمرض تم تسجيله في دول أوروبا الشرقية، حيث تتبدل العادات وأنماط الحياة بوتيرة أسرع مقارنة بتلك السائدة في دول أوروبا الغربية الأكثر ثراء.
إن الأطفال الذين يولدون لأمهات أكبر سنا يكونون معرضين لمخاطر الإصابة بالنمط الأول من مرض السكري بشكل أعلى بقليل (مقارنة بأولئك الذين يولدون لأمهات أصغر في السن)
الدكتور كريس باترسون، باحث أوروبي
وقال الدكتور كريس باترسون، وهو أحد الباحثين المشاركين في الدراسة: "إن الأطفال الذين يولدون لأمهات أكبر سنا يكونون معرضين لمخاطر الإصابة بالنمط الأول من مرض السكري بشكل أعلى بقليل (مقارنة بأولئك الذين يولدون لأمهات أصغر في السن)."
وأضاف الباحث قائلا: "تلك هي الحال أيضا بالنسبة للأطفال الذين يولدون في عمليات قيصرية والأطفال الذين يكون لديهم استعداد لزيادة أوزانهم في مراحل مبكرة من العمر، بينما يكون الأطفال الذين يحصلون على رضاعة طبيعية معرضين بنسبة أقل لمخاطر الإصابة بالمرض."
20 بلدا
وقد استندت الدراسة إلى متابعة 29311 حالة لأطفال مصابين بالنمط الأول من مرض السكري، تم رصدها في 20 بلدا أوروبيا بين عامي 1989 و2003.
يُشار إلى أن النمط الأول من مرض السكري ينشأ عن وجود قصور في الأنسولين، ويجب أن تتم معالجته بحقن المريض بالهرمون اللازم بالطريقة المعتادة.
وتبلغ نسبة الإصابة بهذا النمط من السكري 10 بالمائة فقط من العدد الإجمالي للإصابات بالمرض بين البشر بشكل عام، إلا أن هذا النوع أكثر شيوعا بين الأطفال إذا ما قورن بالنمط الثاني من السكري.
معدل إجمالي
لا زالت هناك ثمة حاجة لإجراء المزيد من البحوث قبل أن نتمكن من الوصول إلى أية نتيجة ملموسة بشأن أسباب هذا الارتفاع في حالات الإصابة بالنمط الأول من مرض السكري بين الأطفال صغيري السن
الدكتور إيان فريم، مدير قسم البحوث في جمعية مرضى السكري الخيرية في بريطانيا
ووجد الباحثون أن المعدل الإجمالي للإصابات بالنمط الأول من مرض السكري قد ارتفع بنسبة 3,9 بالمائة في العام الواحد.
إلا أن معدل الإصابات بهذا النمط بين الأطفال ممن هم دون سن الخامسة من العمر قد ارتفع ينسبة 5,4 بالمائة، بينما ارتفع لدى أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين السنة الخامسة والسنة التاسعة بنسبة 4,3 في العام الواحد.
وأجرى الباحثون إحصائية توصلوا بموجبها إلى أنه وفقا للأنماط الراهنة، فإنه سوف يتم تسجيل 24400 حالة جديدة من الإصابات بالنمط الأول من مرض السكري بين الأطفال ممن هم دون سن الخامسة عشرة من العمر في عام 2020، من ضمنها 7142 حالة بين الذين هم دون الخامسة من العمر.
70 بالمائة
ويُتوقع أن يرتفع عدد حالات الإصابة بالنمط الأول من مرض السكري بين الأطفال الأوروبيين ممن هم دون سن الـ 15 عاما من 93584 حالة سُجِّلت في عام 2005 ليصل إلى 159767 حالة في عام 2020، وهذا ما يشكل نسبة ارتفاع قدرها 70 بالمائة.
من جهته، وصف الدكتور إيان فريم، مدير قسم البحوث في جمعية مرضى السكري الخيرية في بريطانيا، النتائج التي أفضى إليها البحث بأنها "مقلقة".
وقال الدكتور فريم: "يعيش العديد من البشر طوال حياتهم وهم ينعمون بصحة جيدة. لكن، كلما زادت الفترة التي يمضيها الإنسان مصابا بمرض السكري، كلما كانت مخاطر المضاعفات التي يتعرض لها أعلى، وذلك من قبيل أمراض القلب والقصور والفشل الكلوي والعمى."
بحوث إضافية
من المحتمل أن تلعب العوامل المرتبطة بأنماط الحياة دورا ما في زيادة عدد حالات مرضى السكري بين الأطفال
لكنه أردف قائلا: "على كل، لا زالت هناك ثمة حاجة لإجراء المزيد من البحوث قبل أن نتمكن من الوصول إلى أية نتيجة ملموسة بشأن أسباب هذا الارتفاع في حالات الإصابة بالنمط الأول من مرض السكري بين الأطفال صغيري السن."
يُذكر أن الإعلان عن البحث الجديد جاء بعد يوم واحد فقط من نشر نتائج دراسة أُخرى في مجلة "جمعية الطب الأمريكية"، ومفادها أن مرض السكري على وشك أن يصبح مشكلة عالمية، إذ يُتوقع أن تكون 60 بالمائة من حالات الإصابة بالمرض في قارة آسيا.
واستنتج الباحثون أيضا أن عدد المرضى قد يزداد بنسبة الثلث على مستوى العالم بحلول عام 2025، خاصة بين الدول الفقيرة والمتوسطة الغنى.