في عينيكِ.. عنوان الجمال
أخيتي.. أهلًا وسهلًا بكِ في سلسلة "زهرة وإدارة الذات"، والتي تحدثنا فيها عن موضوعات شتى، وكان آخرها الحديث عن النظافة، وعلاقتها بالصحة العامة، أما الآن نقف أمام مظهر من مظاهر جمال الفتاة، بخلاف أهميتها للصحة بصفة عامة، ألا وهي:
"العين" في عينيك عنوان الجمال.. والصحة أيضًا
يقول د."عثمان صلاح الدين"، أستاذ جراحة العيون، تحت عنوان "في عينيك عنوان الجمال.. والصحة أيضًا": (اذهبي إلى الطبيب فورًا عند أي تغيير في العينين، وعليكِ دائمًا أن تلاحظي عينيكِ؛ لأنهما المرآتان الصادقتان اللتان تنعكس عليهما حالتك الصحية).
ويقول د.عثمان: (العيون السليمة يجب أن تكون صافية تمامًا، وأي تغيير في صفائها قد يكون مؤشرًا لمرض أو حالة طبية معينة، أو إن شيئًا ما قد خرج عن نظام التوازن الطبيعي للجسم، ومن خلال العيون يمكن معرفة الحالة الصحية العامة للشخص، فالعيون وسلامتها هي أكبر دليل على صحة أنسجة الجسم).
ويحدد د.عثمان صلاح الدين عدة ملاحظات، يمكن من خلالها الاكتشاف المبكر والسريع لبعض الأمراض من خلال حالة العين، مثل:
"القزحية":
المعروفة بحدقة العين، فظهور أي قوس أبيض أو أصفر اللون حول المنطقة الخارجية للقزحية يدل على احتمال الإصابة بتصلب الشرايين، أو زيادة معدل الكوليسترول في الدم.
"البؤبؤ":
تساوي حجم بؤبؤي العين يدل على اختلال ما في النظام العصبي، وقد يكون دليل على حدوث نوبة عصبية ما.
"الصلبة":
وهو الجزء الأبيض للعينين، وهو إشارة للإصابة بمشاكل في الكبد.
"انتفاخ العين":
قد يدل هذا على احتجاز السائل في الجسم، ومن أهم الأسباب زيادة نسبة الملح في النظام الغذائي، أو مشاكل في الكلى.
وأخيرًا ينصح خبير طب العيون ألا يتأخر أي شخص في حالة ظهور أي تغيير أو تبدل في جزء أو شكل العين لأنها ليست فقط للقراءة وتبادل النظرات، بل هي مرآة تعكس جمالك وصحتك.
احذري جفاف العين.
كتبت "عبلة الساعاتي": (العين جوهرة الحياة التي وهبها لنا الله تعالى، لذا يجب أن نحافظ عليها، خاصة مع شهور الصيف وحرارته وشمسه الوهاجة، ونقيهما من الجفاف).
قد تتساءل البعض "كيف؟".
يجيب د."سيد سيف الدين"، عميد المعهد القومي لعلوم الليزر، وأستاذ العيون بطب القصر العيني قائلًا:
(الدموع نعمة: الدموع هي أحد أسرار جمال العين؛ لما تحتويه من مضادات حيوية، وإنزيمات، ومواد مخاطية، ترطب العين، وتقلل الميكروبات داخل الملتحمة، وتساعد على شفافية القرنية، وحوالي 25% من هذه الدموع تتبخر في الهواء، وبذلك تنخفض درجة الحرارة على سطح العين، والجزء الباقي منها وهو 75% يرطب سطح العين، وبالتالي تقل سرعة تكاثر الميكروبات أو نموها على سطح العين، وعظمة الخالق تتجلى في ترتيب الطبقات المكونة للدموع، فهي طبقة مائية ثم مخاطية ثم دهنية؛ كي لا تتبخر الدموع، وهي تنتشر من مكان إفرازها بالغدة الدمعية).
وينبه د."سيد سيف"، أن انسداد المسالك الدمعية؛ يؤدي إلى تساقط الدموع على الخدود بغزارة وبصفة مستمرة، بالطبع في الحالات الطبيعية، وليس عند البكاء أو الانفعال.
جفاف العين.
والجفاف في العين له أعراضه المتميزة؛ منها شعور المريض بعدم إفراز العين للدموع حتى في حالات استثنائية؛ كالبكاء أو الانفعال وخلافه، وشعوره بجفاف عينه، وملاحظة أي تغيير في لون الملتحمة؛ مما يفقدها بريقها، حتى أنها تتجعد وتكرمش، ويميل لونها إلى الرمادي أو البني الداكن، وتفقد بياضها الناصع البراق، وكذلك القرنية يخبو بريقها أيضًا، وتفقد شفافيتها ولكنها لا تتجعد، وإنما تحدث بها سحابات قد تفقدها الرؤية بدرجات متفاوته، فالدموع بمكوناتها الثلاثة (المائية، المخاطية، الدهنية) ضرورية لحيوية العين، وسلامتها نظرًا ومنظرًا.
ما أسباب الإصابة بالجفاف؟
إما بسبب الإصابة بأمراض عامة؛ مثل نقص فيتامين "أ"، أو أمراض مثل الروماتويد وبعض أمراض المفاصل، أو أمراض في الأمعاء، أو أمراض في الكبد تمنع امتصاص أو تمثيل فيتامين "أ".
ولكن السبب الأكبر لجفاف العين في مصر هو "الرمد الحبيبي"، ونسبة الإصابة به مرتفعة عندنا في مصر منذ أيام القدماء المصريين؛ بالإضافة إلى أسباب أخرى؛ مثل: التعرض للمواد الكاوية كالجير والبوتاس، والمواد القلوية، والأحماض، والحروق، وأمراض الملتحمة المزمنة، وبعض الأمراض النادرة كـ"الدفتريا".
ويحذر الأستاذ الدكتور سيد سيف من كثرة التعرض للشمس، والوهج، والحرارة المرتفعة، والأتربة؛ لأنها قد تؤدي إلى التهابات مزمنة في الملتحمة مما يعرض العين للجفاف.
العلاج.
هنا لابد من العلاج الوقائي، وخاصة مع أيام الصيف باتباع الآتي:
- استعمال نظارة واقية ملونة للشمس، ويعتبر اللون البني للعدسات هو أنسب الألوان صحيًا لجو مصر، بسبب الأشعة فوق البنفسجية، والأشعة تحت الحمراء، وبعض أطياف الأشعة المرئية.
- غسيل العين بماء بارد في حالات الشكوى من الرمد الربيعي، أو حساسية الملتحمة، وغسل العين يوميًا بماء بارد يحافظ عليها، والمسلمة تغسل عينيها في اليوم على الأقل خمس مرات مع الوضوء.
- الحرص الدائم على تناول فيتامين "أ" الموجود بكمية كافية في الخضراوات الملونة، خاصة الجزر.
- استخدام النظارات الواقية في أعمال الصناعات، والأفران العالية، والليزر؛ الذي يسبب الجفاف للعين.
وأهم علاج وقائي للجفاف هو اكتشاف أسبابه أولًا ثم نعالجه.
المصادر.
1- كتاب تقوية الجسم بين الوقاية والعلاج، د.أكرم رضا.
2- كتاب الصحة للجميع، الفصل السادس عشر، على موقع الصحة للجميع.
3- موقع طبيب.كوم، قسم طب وصحة أمراض العيون.
4- جريدة الرياض، أبحاث د.عبد الله الضعيفان.
5- موقع الموسوعة الطبية، باب حماية البصر عند الإنسان.
6- جريدة الرياض اليومية، عيادة الرياض، د.صالح عبد العزيز العمرو.